إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
  

168 ـ بنيتو موسوليني (1883 ـ 1945م)

مؤسس الحركة الفاشية، ورئيس وزراء إيطاليا وديكتاتورها (1922 ـ 1945م)، زعيم إيطاليا الفاشية. يُعرف بـ (الدوتشي) أي (الزعيم).

ولد موسوليني في دوفيا بمقاطعة فورلي في شمال إيطاليا، وينتمي أصلاً إلى أب اشتراكي من الطبقة العاملة. وتخرج من مدرسة تدريب المعلمين في فورلي. وعمل في حقل التدريس، وفي عام 1902م أصبح عاملاً في سويسرا.

ولكن كان يقع في مشاكل مع الشرطة بسبب التشرد والشجار، وعاد إلى إيطاليا عام 1904م، لأداء فترة الخدمة العسكرية المطلوبة منه، وأصبح مدرساً بين عامي 1907، 1908م. وفي عام 1909م ذهب إلى ترنت في النمسا وقتها (ترنتو في إيطاليا حالياً) وعمل هناك لدى صحيفة اشتراكية، وكتب عدة مقالات أدبية، وأبعد عن البلاد التابعة للتاج النمساوي لمساندته العلنية للمطالبة الإيطالية بترنت. وبمجرد عودته إلى إيطاليا أصدر صحيفة (أفانتي) أي الطليعة الناطقة بلسان الاشتراكيين، وسجن لنشاطه الاشتراكي ولمعارضته الحرب الإيطالية لاحتلال ليبيا عام 1911م، وأصبح رئيساً لتحرير صحيفة أفانتي. ونادى بالانحياز إلى الحلفاء أثناء الحرب العالمية الأولى لكي تأخذ إيطاليا مكانها بين الدول الكبرى، الأمر الذي أدى إلى طرده من الحزب الاشتراكي. فأنشأ صحيفته الخاصة (الشعب الإيطالي) وكتب افتتاحيات عنيفة محاولاً دفع إيطاليا إلى الحرب. وعندما دخلت إيطاليا الحرب بالفعل اخرط في الجيش وخدم به عام 1915م إلى أن أصيب بجروح، أسس الحزب الفاشي في ميلانو عام 1919م، وكسب تأييد الطبقة الوسطى والاتجاهات اليمينية أثناء صراعه من أجل كسب العمال إلى جانب كتائبه القمصان السود وسعيه للسيطرة على الدولة. وقد قوي موسوليني إلى درجة أرهبت خصومه، وفي عام 1922م زحفت الميليشيا الفاشية على روما مما أجبر الملك فكتور إيمانويل الثالث إلى دعوة موسوليني لتولى رئاسة الوزارة. وأصبح حزبه حزباً شرعياً ثورياً. وسرعان ما بدأ موسوليني في تكوين نظامه المستبد، فألغى كافة الأحزاب السياسية ما عدا الحزب الفاشي، وأحكم قبضته على الصناعات والصحف والشرطة والمدارس في إيطاليا. واتبع سياسة خارجية ذكية، تحولت إلى سياسة استعمارية توسعية أثناء الثلاثينيات، خلقت له المتاعب كحملة الحبشة، التي استخدم الإيطاليون فيها المدافع الآلية والدبابات والطائرات للسيطرة على جيش أثيوبيا الضعيف. وتأييده لفرانكو في الحرب الأهلية الأسبانية (1936 ـ 1939م). أنشأ مع هتلر محور أوربا ـ برلين عام 1936م. إلا إنه لم يدخل الحرب العالمية الثانية إلا بعد أن هزمت ألمانيا فرنسا، أعلن الحرب على الحلفاء عام 1940م، وغزا جنوب فرنسا وبعدها بأيام قليلة استسلمت فرنسا، إلا أن النكبات ظلت تتوالى على الجيوش الإيطالية في كل مكان. فلاقت جيوش موسوليني هزيمة في البلقان وفي أفريقيا، مما أدى إلى انقلاب حزبه عليه وسقوطه واعتقاله في يوليو 1943م، إلا أن الجنود المظليين الألمان أنقذوه، وأعاده الألمان إلى السلطة في إيطاليا الشمالية (1943 ـ 1945م)، وفي ربيع عام 1945م انهارت القوات الألمانية في شمالي إيطاليا، وهرب موسوليني مع عشيقته كلارا بتاسي وبعض أتباعه، لكنه عاد فوقع في أيدي القوات الإيطالية عند بحيرة كومو وأعدم موسوليني وبتاسي بعد ذلك بقليل رمياً بالرصاص. وعلق جسداهما من الكعبين في ميلانو بإيطاليا.

ويقال أن موسوليني حاول أن يجعل من إيطاليا إمبراطورية كبرى، ولكنه بدلاً من عن ذلك ترك جيوش الدول الأخرى تحتلها. وخفض نسبة البطالة في إيطاليا وحسًن من خدمات السكك الحديدية.